دايما الافكار اللي بحاول اهرب منها هي اكتر الافكار اللي بتلح على دماغي. و مهما تحاول تشغل نفسك بأي حاجه تانية كفايه عليا الساعه اللي بقعدها في المشروع و انا رايح الكلية عشان طيف الافكار ييجي.
تأنيب الضمير..
من بداية مولد الانتخابات اللي بسببه اتوقفت التظاهرات اللي كانت بتشغلني
يوميا بقيت بقعد في البيت كتير و مش معايا غير فكرة واحده "عملت ايه عشان حق
الشهيد؟" هو أنا ماسوشي و ده عارفه و مش جديد بس احساس تأنيب الضمير المُستمر
قاتل.
كنت دايما بستغرب الناس و هي بتسمع أخبار فلسطين و سقوط الشهداء بالعشرات
في يوم واحد و هما بيشربوا شاي عادي و بيتغدوا، وصلوا من التعود واللا إهتمام الى
إنهم اعتبروا ده فعل يومي عادي مفيش داعي للحزن حتى كنوع من التطهير الذاتي! كنت
وقتها بقول الدم الفسلطيني هو أرخص دم طبعا لغاية ماشفت الأيام اللي فيها الدم
المصري هو اللي بقى أرخص دم.
السؤال المستمر في دماغي، هو إزاي الناس مش بتحس بالفجيعة و هي بتشوف الناس
و هي بتفقد حياتها و تزهق روحها و بيروح نور عينيها؟! يمكن عشان إحنا بالأنانية
اللي تخلينا منحسش بالفجيعه غير لما تصيبنا! هو لو كان مصابنا إحنا هنفهم؟ هنحس
قيمة إن بني آدم يموت و روح تزهق؟ روح كانت نفسها تقرا كتاب أو تسمع أغنية جديده،
بني آدم منتظره أبوه ع العشا و امه قلقانه عليه عشان إتأخر بره البيت و كل شوية
تبص من الشباك عليه، بني آدم ليه أحلام كان بيصبر نفسه بإنه هيحققها بس شويه،
عارفين يعني ايه بني آدم يموت، كده .. عادي .. جرب تجيب واحد بس اتقتل و تفكر فيه
في هدوء و إعتبره انت، و فكر ازاي ممكن روحك تروح فجأة بدون وجه حق و تكون إنت
اللي على حق و حتى لما روحك تروح متلاقيش حتى التعاطف اللي هي أبسط حاجه، انت مش
لاقي التعاطف يبقى ازاي هتفكر و تآمن انه فيه وراك اللي هيثأر. من زمان و انا
بتعامل مع اي ثائر كأنه اخي بالضبط، و بتعامل بأخوية غريبه مع الثوار في المظاهرات
و في الاعتصامات مش بتكسف اروح اتكلم معاهم او اطلب منهم حاجه. فجيعة ان اخ ليك
يموت كل يوم و فجيعة ان أخ ليك دمه يروح هدر كل يوم..
في مظاهرات المجمع الطبي ضد حكم العسكر كان عندي رغبة اني اهتف قلت
"يا ام بهاء ماتبكيش، اللي قتله مش هيعيش" " يا ام خالد متبكيش
اللي قتله مش هيعيش" اللي هتفوا بصوت واطي عشان ميعرفوش مين بهاء أصلا، لما
كررت بعزم أكتر هتفوا بصوت اعلى بس حجم القهر يقتل لما تفكر ان الشهيد حتى سيرته
وسط الناس بتتنسى أو متتعرفش، يبقى أنا ازاي اصلا بقول لأمه هنثأر لإبنك! ..
وسط فرجتي على مولد الانتخابات أنا في وضع اقرب للي مش فاهم اكتر من اي
حاجه تانية، يعني تكالب الاسلاميين بالشكل ده و بكل الطرق لدعم المرشحين عشان عدد
اكبر من كراسي البرلمان و على الناحية التانية تكالب كارهيهم على دعم الكتلة
المصرية عشان يبقى فيه منازع ليهم! طب هو اللي مهتمين بالشكل ده بينهم و بين نفسهم
حتى معتبرين ان الانتخابات ليها علاقة بدم
الشهيد؟ ولا مش مهتمين أصلا؟ و ليه مشفتش وسط الهري الكتير بتاعهم حد بيقول حق
الشهدا مش هيضيع؟ ولا مش هتبقى فكره سياسية لايقة على الانتخابات؟ و هو مش الدم
حقه الدم؟ ولا أنا كنت بهتف لوحدي "دم بدم رصاص برصاص؟" حاولت بكل الطرق
أفهم إزاي الانتخابات هترجع دم الشهيد بس مفهمتش.
أظن الهتاف المناسب بعد كده "ياشهيد نام و اتهنا، إحنا ف نار و انت ف
جنه.."
البوست ده مش مزايده ، نوع من التنفيس و محاولة برده للتخفيف عشان مدرك
تماما إني بقيت عصبي في ردودي على المدافعين عن الإنتخابات.
أخي الذي في السماء أسألك المغفره..
0 comments:
إرسال تعليق