25‏/3‏/2012 | By: a7md

هيء و ميء و شخاليل سياسه




في أحد الأزمنة الغابرة ( أو الغبره ) كان هناك مومس معروفة، اعتادت على ممارسة البغاء بل و تفننت فيه على عدة أصعده، كانت تعمل تحت يد قواد له السطوة عليها لكن دايما ماكان بينهم مناوشات خفيفة، فهي دايما تبتغي أن تكون سيدة المكان و المومس الأهم وسط الباقيين و هو في نفس الوقت يخاف من سطوتها حتى لا تحجم قوته في ادارة البيت الكبير.
كان هناك شباب الحارة الجدعان الذين لم يرضوا بما تفعله، و مرارا نصحوها و عنَّفوها و أخبروها كيف أن القواد يستغلها لأنه يعلم قدراتها لكنها لم تستمع و نهرتهم على المزايدة عليها و اخبرتهم بفخر كيف أنها لا تعاشر الى رجال الدين الأفاضل و كيف لا تترك فرضا واحدا و كيف أن الفتيات الذين يعملون معها من البيت للجامع و من الجامع للبيت.
وفي مرة أرادت غرفة أوسع في بيت البغاء الكبير لكن القواد رفض فهو يخاف من سطوتها على مكان و تمثيلها فيه، إلا أن المومس لم تستسلم فبذكاء خرجت باكية لتخبر شباب الحارة الجداع كيف يجبرها القواد على ممارسة البغاء و هي لا ترضى لكنها مضطرة، ثار دم الشباب و خرجوا هاتفين حاملين الطوب و العصي و حدث الصدام بينهم و بين القواد و مساعديه لكن كان دوما القواد أقوى عددا و سلاحا فسقط من شباب الحارة الجدعان من سقط و ابتلت ارض الحارة العفيفة بدماء الجدعان لكن مع سقوط الشباب و ضعفهم يزداد عددهم فهم يريدون لحارتهم التي يحبونها الشرف و يردون الحفاظ على ماء وجهم و ان كلفوا حياتهم و مع تزايدة العدد شعر القواد بالقلق فأخبر المومس أن تأتي و يتفاوضوا فأخبرته أنها تريد الحجرة الأكبر ففرض شروطا فقبلتها، فدخلت تحت قبة الحجرة الواسعة تطلق الزغاريد بينما يقف شباب الحاره الجدعان بالخارج مذهولين ينظرون اليها و إلى دماء اخوانهم التي مازالت ساخنة تغطي ارض الحاره، وقتها وقفت المومس و تحت قبة حجرتها الجديدة وقفت لتقول للشباب اذهبوا من هنا ما أنتم الا مجموعة من المشاغبين و منكم من يتعاطى الترامادول و منكم من هو هائج فقط للنوم معي و ان لم تذهبوا سأشتكيكم لرئيس الحي الذي يعرفه القواد فأنتم توقفون حال بيت البغاء من العمل و تسعون لهدم الحاره.

لملم الشباب جراحهم و دمائهم و أشلاء ذويهم ثم تفرقوا مابين غاضبين و باكين و متفائلين و مُنِظِرين و من حتى مازال يجد العذر للمومس و ينصح الشباب باستخدام العقل و عدم الاستعجال عليها و سمَّى نفسه بالاصلاحي الذكي و سمَّوه هم بالمعرص الصغير و لكن مع اختلافهم اجتمعوا على مشاهدتها و الزبائن المتوالين على بيتها الذي صار علما للبغاء و ضياع شرف الحارة و ظلت هي ترضي القواد كل يوم بليلة حمراء يستنفذ فيها كبته ليخرج معها صباحا ليواجها شبابا الحارة قائلين "موتوا بغيظكم".

بعد فترة جاءت النزوة إياها للمومس و رأت انها تستحق المنزل كله لنفسها، أخبرت القواد بذلك فثار غضبه و هددها بالمحاضر المرصودة ضدها و الشكاوي التي أوقفها بحكم صلاته، أظهرت له الرضا ثم تلصصت خارجه الى الحارة فرأت الغضب في أعين الشباب فوقفت في مكان عالي و قالت أنها لن تناقشهم فهي تعلم غضبهم لكن – منكسره - بدأت في اخبارهم كيف مازال يجبرها على فعل مالا ترتضي و كيف أنها سكتت فقط لأنها كانت تتوقع عودته الى رشده و أنها أرادت اصلاح البيت ذو القبه العامره اللامعه لكنه لايترك لها فرصة لفعل الأمر الصحيح ثم أنهت كلامها ببضع دموع أظهرتهم كأنهم إنسالوا رغما عنها و تركتهم لتدخل البيت مرة أخرى، مبتسمه في خبث و هي ترى الحماسة في أعين شباب الحارة الجدعان، و أغمضت عينيها حالمه بالبيت الكبير تحت سطوتها و ضحكت بشدة متناسية اللون الأحمر الذي يحيط بالعتبات.
17‏/1‏/2012 | By: a7md

سلامتِك يا دماغي!



" إنتوا عايزين تكسبوا الناس لصفكم ولا عايزين تكسبوا بوينت و خلاص ؟"


ده السؤال الأكلاشيه المنتشر مابين الثوار  و كلمة الثوار دي ممكن تضم ليها الإصلاحيين اللي قلبهم على الثورة – لو إنت زيي أعصر على نفسك لمونه – مناسبة السؤال بتكون عادة مابين ناحية بترفض تصرفات معينة على إعتبار انه بتنفر جموع الشعب اللي هي مش في صفنا و إحنا جميعا حتى لو بنخطيء – و دي حقيقة – هدفنا جذبهم ناحية الثورة، و الناحية التانية من ثوار أيضا لكن متمسكين بمباديء الثورة بدون تنازلات حتى لو كانت التنازلات بتكره الشعب اللا ثوري فيهم.

بين الناحيتين عادة بوقف محتار في كل مرة، فأنا بطبعي مائل للناحية التانية المتزمتة  المتمسكة بمباديء الثورة و الفكر الثوري عموما بدون مساومة أو تنازلات حتى لو صغيرة و في نفس الوقت حاسس بوضع  كوننا بنقل عدديا و قلة التعاطف مع قضيتنا – اللي هي قضية الشعب كله - ، يعني في كل عدد المظاهرات اللي مشيت فيها مش بقتنع بحاجه إسمها نفتح طريق المرور! دي مظاهرة عشان نكمِل أسقاط النظام مش عشان إنقاذ دب الكوالالا من الانقراض! بس في نفس الوقت عارف إن الاغلبية من الشعب اللي بنحاول نضمهم إلينا بتتلكك أصلا، و قد ماهما ياما وقفوا على الكباري و الوزراء و البهوات بيعدوا و مكنش بيطلع لهم صوت بييجوا علينا جدا و يبدو إن هدفنا الأساسي إننا نقنع الناس إننا شباب الثورة الطاهر الجميل إياه اللي اتفشخ 18 يوم و نزلتوا يا شعب يا جميل تفرحوا معاه في اليوم ال 19! ومؤخرا لقيت في نفسي أفعال تجعلني أقرب للفئة الأولى، بقيت أهدي الناس  أطلب منهم فتح الطريق و أمسك أهدي اللي اتعصب عشان اترمى عليه ميه وسخه من المواطنات الشريفات، التفسير الوحيد اللي أقنعت نفسي بيه إنه لما بتشوف عددك قليل بتيجي على مباديء ليك.

هي الليله كلها إني مقلق إن الثوره تغير في مبادئي و أفكاري، مستقبل الثورة مش وردي و أنا أصلا سوداوي قليلا لما بتفائل و إن كنت بعرف ازرع التفاؤل في الآخرين و اللي بعتبره نوع من الخداع الإيجابي بهدف الإبقاء على عدد اكبر من جنود الثورة، بس عموما و ده قرار أخدته ان هتافاتي دايما هتكون في صالح الشعب لكن لو جه الوقت اللي هحس فيه انه هبقى مع المعارضين القله أو مع جموع مفسدي الثورة ( عسكر + اسلاميين + شعب نفسه قصير ) يبقى وقتها هتافي "عاشت دماغي حرة مستقلة " اللي أسوا من إحتلال الأرض هو الاحتلال الفكري، أفكاري زي عرضي و كبريائي و هفضل في دماغي عايز "اسقاط الدولة الظالمة، اسقاط سلطة رجال الدين على الدولة، اسقاط تزواج المال و السلطة، سلطات بإيد الشعب، حريات" المساومة على أفكارك مش مجرد بتخسرك جزء من مطلبك لكن بتخسرك القضيه لأن المباديء زي الاعمدة.



بين قوسين: انا بحب التدوين عشان بيديك الفرصه تكتب أي هبل واجعلك دماغك او تشغل نفسك بكتابة اي هبل عشان تطرد حاجات من دماغك، للكام نفر اللي وصلوا للسطر ده "تصبحوا على خير"
15‏/1‏/2012 | By: a7md

في مسألة البرادعي، الناس دي هيجانه ع الانتخابات ليه يا زينب!

بعد إعلان البرادعي انسحابه من سباق الرئاسة و هو امر متوقع من فترة كنت شايف الاهم من الموقف هي متابعة ردود الأفعال و كانت :.

·         أجواء تنحي عبد الناصر: بالرغم من انها أقل بس تواجدت خاصة من محبي البرادعي الهيستيريين لأني أحيانا بحس ان البرادعي بيطلع تامر حسني اللي جوانا، يمكن مش مضايق منهم لأن معظمهم اعتبر ان ده سبب ليه عشان ينزل يوم 25 و يقرر يكمل ثورته و ربما اعتبر انه لو نجح في ازاحة العسكر انه يقنع البرادعي لاحقا بالترشح مرة أخرى.
·         الشامتين: و دول يضموا فئة كبيرة تتكون من السلفيين و الاخوان و ولاد الوسخة، و دولا تعرفهم من كتابة جملة "الجبان بيقول مش لاعب" و طبعا دول بما انهم مابين ولاد وسخة و اصلاحيين فلا يفرق معهم ثورة تكمل و لا ازاحة عسكر و بالعكس معظمهم مبسوط بفشخة السنين من المجلس العسكري على امل انه بعد 5 أشهر هيعملوا الدولة البرلمانية بتاعتهم، أقصد اخوانا الاسلاميين طبعا.
·         اللا مهتمين: و دول يمثلوا فئة كبيرة من الثوار و من اليسار بالذات بما انهم ليس لهم مرشح و فاهمين الليله ان الأهم إكمال الثورة بدلا من خرف عايزين ريس عايزين ريس.
·         الفئة الأكثر استفزازا هي الفئة اللي هيجانة على الانتخابات و بتفكرني بالست اللي طلعت ع اون تي في قالت "عايزة انتخب يا أستاذة ريم ييجي" 10 مرات لغاية ماقفلوا عليها المكالمه، بشكل أو بآخر البرادعي اعتبر مايحدث مهزلة و مش هيكمل فيها و ان النظام مستمر، و بالنسبة ليا ده تاني موقف ثوري ليه بعد نزوله يوم 28 يناير و المشكلة بسبب ان الجميع كان منتظر منه مواقف ثوريه من فترة  و اكتفى هو بالايباد فكان بالنسبة للكثيرين الموقف متأخر أكتر من اللازم لكن محترم، تلاقي بقى اخواتنا يقولولك يبقى خلاص ابو الفتوح !! يعني بنقولك الانتخابات مهزلة زيها زي انتخابات البرلمان و الراجل رفض يشارك في مهزلة تروح انت جايبلي مرشح تاني و تقوللي ده عليه توافق هوبا ياللا نرشحه؟

و هي المشكلة مشكلة مبدأ و لا مشكلة شخص؟ و يمكن ان تعرف مستوى أفكار اللي بيستغلوا الموقف في ترشيح ابو الفتوح و السلام هو رأي بلال فضل اللي يبدو انه كبيرهم " خطاب البرادعي افتقر لشجاعة انه يدعم مرشح آخر" انت حمان يا حمان؟؟!! اذا كان هو أصلا ساب الليله و الجمل عشان معتبرها مهزلة، يروح مختار واحد تاني عشان يكمل بداله في المهزلة و لا هي ليلة انتخابات و هتتم و السلام ؟!

الموضوع بالرغم من سوداويته إلا ان فهمه بسيط! عند ثورة مفشوخة من كل الجوانب محتاج تثور مره أخرى عشان تعرف تكملها، يبقى استغل كل حاجه عشان تعمل حشد لاكمالها، اللي يقولك البرادعي بيانه بيقولنا انزلوا كملوا الثورة في الميادين تعالي على نفسك يا سيدي لو معتبر انه رأي سطحي  وقوله ايدك معانا. اللي يقولك خلاص مفيش امل و عايش في الرومانسية البرادعاويه اديله أمل بالثورة و انه بعدها ممكن نغير الامور عشان ينزل، إنما الأنيل انك تعتبر ان ثورتك انتهت و عملت كل اللي مايتعمل ناقصها بس انها تنتخب أبو الفتوح رئيسا!! أبسط شيء ياعم الهيجان على صندوق الانتخابات، الإعلام في ايد العسكر يعني يقدروا ببساطة ميدوش ليك فرصة تعرف الناس مين هو أبو الفتوح أصلا و صدقني لو انت في احلامك الوردية الناس فعلا متعرفش مين أبو الفتوح، ده مثال مش كل شيء يعني لأنه بكل بساطة طالما السلطة في إيد العسكر حتى لو ناويين يسلموا سلطة – دي أشد الاحلام رومانسية – هيأثر في المرحلة اللي جاية و الرئيس هيحظى برضاهم و اللي يحظى برضا العسكر يبقى هيفشخك عزيزي البني آدم.
ثوروا يرحكم الله و متشلوش أهلي.

9‏/1‏/2012 | By: a7md

المشاعير النفسيه مابين الأكلاشيهات الدينية و الخراءات الفِكريه



فيه كائنات قليلة خلقها الرب تضع كبريائها قبل كل شيء، و لها حساسية مرضيه تجاه الشكوى، ليس تعاملا من طريق الاكلاشيه "الشكوى لغير الله مذله" لأن هذا هو ما أنا ضده، لكن لأسباب تجعل الشكوى أو اظهار المشاعر تظهرنا أحيانا تافهين أومُهانين!
من يومين بعاني من مصيبة ما حصلت لي و للأسف كان باين على شكلي شوية انزعاج على ضيق على احتقار لأشياء كثيرة في دماغي، و النتيجة بيكون لما تقابل حد يسالك فيه ايه أو مالك، و دعنا نعترف ان 90 ف الميه أو اكثر من اللي بيسأل السؤال ده بيسأله باعتباره انه واجب لا أكثر و أحيانا بسبب فضول مرضي و ليس لاهتمام بشخصك الكريم لذا بيكون عادة الرد "مفيش حاجه" او "قرفان شوية بس فكك" لو جينا لل 10 % حتى لو وصلوا للاهتمام الحقيقي ففكرة "البعبعه النفسيه" لدي أوبشن غير متاح بقوة، في الربع قرن اللي عشته بعبعت نفسيا تقريبا لبني آدم واحد و ده راح و خد الشر معاه و اظن تكرار نفس الامر صعب شويتين تلاته، و البعبعه النفسيه عزيزي البني آدم لما تحكي عن كل مايدور في دواخل نفسك المريضه او المصدومه او الكريهه ولا تعني حساب لأفكار لو ذكرتها في العادي اما الأشخاص هيكون رد الفعل الأول "حرام يابني متقوليش كده" مع انه الأفضل من انك تقولها تفكر في الظروف الوسخه اللي خلتني أوصل لكده، و ده يوصلنا لنقطة الاكلاشيهات الدينية.

في بلد يستمتع في سكانها الأشراف بالتحرش في الاتوبيسات بالسيدات سواء بلمونه او من غير لمونه يكون رد فعلهم على سحل فتاة التحرير "لو هي محترمة مكنتش نزلت"، و نفس السكان الأشراف اللي صرفوا من أموالهم الحلال عشان يتفرجوا على فيلم غريزي و تافه زي "شارع الهرم" ييجي يقولك فيلم رسايل البحر فيه قلة أدب و لهذا ليس غريب انه يكون أكثر الشعوب استهلاكا للأكلاشيهات الدينية، و لفظ أكلاشيه ليست اهانة للدين أو للفظ و لكن إهانة للأدمغه التي تعودت على الحفظ لمجرد التظاهر أمام أنفسهم قبل الآخرين بأنها متدينة و عارفه ربنا.

أعرف شوية اصدقاء عندهم قدرة إلاستيكية على الشكوى من مشاكلهم – صراحة معظم الناس كده أنا بس اللي الملعوب في مشاعيري – و لعدة أفراد ورا بعض و أحيانا في نفس الوقت و إن كنت كتير بشوف ان الموضوع ده pathetic  فشخ بس ردود الأفعال البشرية تِفصِل أكتر، عادة قبل انتهاء البني آدم من شكواه تلاقي الرد "ياعم قول الحمد لله" او "عيب كده يا حماده انت هتكفر بربنا" – هتكفر دي مثلا عشان تلاقيه قال حرام اللي بيحصلي ده كله ولا حاجه – وأشد الاكلاشيهات استفزازا بالنسبة لي و اللي بعدها احيانا بضطر اقول كلمة أبيحه اعتراضيه "محدش عارف الخير فين، يمكن فيه خير من اللي حصلك" .. الأفراد اللي بيمارسوا الأكلاشيهات دي بيماسروا الاستهانة لمشاعر الآخرين على حساب إحساسهم بتدينهم أو بأدائهم واجبهم المبتذل ناحية المجتمع و بيعتبر ان إمتلك اليد العليا في الحكم على الآخرين دون تقدير لحجم مصائبهم و يقر بكل أريحية يمصمص شفايفه و يقول "ده مش راضي بقضاء ربنا" و "الحمد لله على نعمة الرضا".

وعلى نفس المنوال أكلاشيهاتنا ناحية الشأن العام، "الثورة دي ربنا اللي نجحها و هو اللي هيكملها" أيوة يعني أنا بناقشك دلوقتي في الخطوات اللي مفروض نعملها تروح انت بكل حكمة تقوللي الجملة دي كانك هزمتني فكريا و انهيت على كل مقترحاتي لمجرد انك افترضت انت امتلكت الحكمة ؟ طب هتضايق ليه لما أقولك أحا و أسيبك و امشي؟!! 


حرية التعبير مفشوخه للجميع، بس لو جيت تقوللي ردا ع التدوينة دي حرام عليك هقولك أحا.
18‏/12‏/2011 | By: a7md

هو ايه اللي نزِّلك أصلا؟



"هو ايه اللي بينزلنا ؟"

السؤال المُلح علي امبارح و انا قاعد المنطقة الشماليه و أنا قاعد على الأرض بسمع شتايم السواقين لأمي بعد مابنعدي العربيات من المظاهره! و بعد مسيرة طويلة تخللها شتايم من الناس و خناقات مع الماره و كام شاور حلوين بمياه وسخه من البلكونات! نفسيا على الأقل الموضوع مرهق إنك من المفترض بتتعب و تجاهد لمصلحة نفس الناس اللي بتشتمك، تقريبا ده أكتر حاجه بترهق معظم الثوار نفسيا و بالطبع بدنيا بدليل صاحبي اللي كان ماشي معايا كل شوية يقوللي احنا ريحتنا وحشه و شعره بيلزق و انا مش عايز أصدمه ان دي مية غسيل وسخه فعلا!

طب ليه الثوار بالرغم من المعاملة بيصِّروا ينزلوا؟

-          معظمنا بينزل إيمانا بالمبدأ في حد ذاته، بالنسبه لي مبدأي هو شرفي و خيانة المبدأ عندي هي "التعريص" بعينه، الثبات على المبدأ هو اللي بيصنع منا أشخاص قابيلن للاحترام أمام انفسنا أولا قبل أي شيء. غالبيتنا بنختلف مع بعضنا البعض في انتمائاتنا السياسيه و مواقفنا لكن بنقف على أرض واحده هي احترام الانسانية و حريات الآخرين، و لو ضاعت الأرضيه فلا شيء يستحق.
-          "حتى و إن لم يأتي الخلاص فإني أريد في لحظة أن أكون الأحق به" مقولة كافكا بالنسبه لي ضياء الضريق، حتى و إن لم تنح الثورة و بدأت الآخرون يشعرون بالندم على فشلها أنا عاي أشعر اني عملت مايتوجب علي عمله و اللي أقدر أرضي ضميري بيه و ده كفايه عندي.
-          كتير ببقى عايز أسال أهلي" انتوا عملتوا ايه لما السادات هو و بعده مبارك؟ ليه خنعتوا بالشكل ده؟ ليه جيلكم مُصِر على تعليمنا المشي جنب الحيط؟ " .. اللي أنا عايزه دلوقتي مش عايز إبني يسألني و معرفش أرد عليه.
-          بنرتاح! أنا مش برتاح لما أبقى في البيت و عارف انه فيه أي فعل ثوري في الشارع و أنا مش مشارك فيه اضراب و لا اعتصام و لا مظاهرة و لا فعل عنف ضد القمع، بشعر اني خاين لاخوتي و لنفسي و لمبادئي، أنا بحمل للشارع جميل كبير انه تقريبا اللي ربَّاني فكريا و رفقائي فيه بحمل ليهم مودة تزيد عن مودتي لاخواتي حتى لو معرفش حد بس يكفي انهم ثوار أحرار و من اللحظات اللي بحس فيها بالصدق الحقيقي لما حد يسلم عليا و يفكرني بنفسه اننا اتقابلنا في اعتصام كذا!
-          نصرة المظلوم و المُحتاج، أنا لا أبدو بأي شكل أقرب لشكل المتدين او الملتزم اللي اتعودنا عليه و اللي صار بعد كده "أكلاشيه" لكن أنا مقتنع إسلامي يدفعني لمواجهة الظلم بالقول و الفعل و الحشد، يدفعني إني أسلك طريق حق و لو وحدي و لو امتلك طريق الباطل بالأضعاف من الجاهلين، الإسلام علمنا أن دم الانسان الذي قتلوه و عرض الانسانه التي عروها في الميدان أقيم و احرم عند الله من المدرعة و المبنى المحروق و الطريق المقفول، الله جميل ولا يرضى بالظلم.

بفتكر دايما اغنية منير في مقدمة فيلم العاصفه:

منين نجيب قدرة تملانا تاني بروح تدب فينا حياة ننسى هوان و جروح،
لو لسة في قلبي و قلبك أحلام مش راضية تموت،
لو لسه لكلمة بلدي ريحة و طعم و صدى صوت،
المحنه سحاب هيعدي و الصعب أكيد هيفوت،
طول عمرك انت الباقي و الخالد رغم الموت

أخي الثائر،المناضل، المقاوِم، صاحب المبدأ ..
متفكرش دايما انا بعمل كده و هل يستحق الآخرين تضحياتي؟ إنت بتنزل و تجاهد عشان نفسك .. عشان مبادئك .. و عشان احترام لنفسك، عشان ترتاح.