18‏/12‏/2011 | By: a7md

هو ايه اللي نزِّلك أصلا؟



"هو ايه اللي بينزلنا ؟"

السؤال المُلح علي امبارح و انا قاعد المنطقة الشماليه و أنا قاعد على الأرض بسمع شتايم السواقين لأمي بعد مابنعدي العربيات من المظاهره! و بعد مسيرة طويلة تخللها شتايم من الناس و خناقات مع الماره و كام شاور حلوين بمياه وسخه من البلكونات! نفسيا على الأقل الموضوع مرهق إنك من المفترض بتتعب و تجاهد لمصلحة نفس الناس اللي بتشتمك، تقريبا ده أكتر حاجه بترهق معظم الثوار نفسيا و بالطبع بدنيا بدليل صاحبي اللي كان ماشي معايا كل شوية يقوللي احنا ريحتنا وحشه و شعره بيلزق و انا مش عايز أصدمه ان دي مية غسيل وسخه فعلا!

طب ليه الثوار بالرغم من المعاملة بيصِّروا ينزلوا؟

-          معظمنا بينزل إيمانا بالمبدأ في حد ذاته، بالنسبه لي مبدأي هو شرفي و خيانة المبدأ عندي هي "التعريص" بعينه، الثبات على المبدأ هو اللي بيصنع منا أشخاص قابيلن للاحترام أمام انفسنا أولا قبل أي شيء. غالبيتنا بنختلف مع بعضنا البعض في انتمائاتنا السياسيه و مواقفنا لكن بنقف على أرض واحده هي احترام الانسانية و حريات الآخرين، و لو ضاعت الأرضيه فلا شيء يستحق.
-          "حتى و إن لم يأتي الخلاص فإني أريد في لحظة أن أكون الأحق به" مقولة كافكا بالنسبه لي ضياء الضريق، حتى و إن لم تنح الثورة و بدأت الآخرون يشعرون بالندم على فشلها أنا عاي أشعر اني عملت مايتوجب علي عمله و اللي أقدر أرضي ضميري بيه و ده كفايه عندي.
-          كتير ببقى عايز أسال أهلي" انتوا عملتوا ايه لما السادات هو و بعده مبارك؟ ليه خنعتوا بالشكل ده؟ ليه جيلكم مُصِر على تعليمنا المشي جنب الحيط؟ " .. اللي أنا عايزه دلوقتي مش عايز إبني يسألني و معرفش أرد عليه.
-          بنرتاح! أنا مش برتاح لما أبقى في البيت و عارف انه فيه أي فعل ثوري في الشارع و أنا مش مشارك فيه اضراب و لا اعتصام و لا مظاهرة و لا فعل عنف ضد القمع، بشعر اني خاين لاخوتي و لنفسي و لمبادئي، أنا بحمل للشارع جميل كبير انه تقريبا اللي ربَّاني فكريا و رفقائي فيه بحمل ليهم مودة تزيد عن مودتي لاخواتي حتى لو معرفش حد بس يكفي انهم ثوار أحرار و من اللحظات اللي بحس فيها بالصدق الحقيقي لما حد يسلم عليا و يفكرني بنفسه اننا اتقابلنا في اعتصام كذا!
-          نصرة المظلوم و المُحتاج، أنا لا أبدو بأي شكل أقرب لشكل المتدين او الملتزم اللي اتعودنا عليه و اللي صار بعد كده "أكلاشيه" لكن أنا مقتنع إسلامي يدفعني لمواجهة الظلم بالقول و الفعل و الحشد، يدفعني إني أسلك طريق حق و لو وحدي و لو امتلك طريق الباطل بالأضعاف من الجاهلين، الإسلام علمنا أن دم الانسان الذي قتلوه و عرض الانسانه التي عروها في الميدان أقيم و احرم عند الله من المدرعة و المبنى المحروق و الطريق المقفول، الله جميل ولا يرضى بالظلم.

بفتكر دايما اغنية منير في مقدمة فيلم العاصفه:

منين نجيب قدرة تملانا تاني بروح تدب فينا حياة ننسى هوان و جروح،
لو لسة في قلبي و قلبك أحلام مش راضية تموت،
لو لسه لكلمة بلدي ريحة و طعم و صدى صوت،
المحنه سحاب هيعدي و الصعب أكيد هيفوت،
طول عمرك انت الباقي و الخالد رغم الموت

أخي الثائر،المناضل، المقاوِم، صاحب المبدأ ..
متفكرش دايما انا بعمل كده و هل يستحق الآخرين تضحياتي؟ إنت بتنزل و تجاهد عشان نفسك .. عشان مبادئك .. و عشان احترام لنفسك، عشان ترتاح.

0 comments:

إرسال تعليق