"هو ايه اللي بينزلنا ؟"
السؤال المُلح علي امبارح و انا قاعد المنطقة الشماليه و أنا قاعد على الأرض
بسمع شتايم السواقين لأمي بعد مابنعدي العربيات من المظاهره! و بعد مسيرة طويلة
تخللها شتايم من الناس و خناقات مع الماره و كام شاور حلوين بمياه وسخه من البلكونات!
نفسيا على الأقل الموضوع مرهق إنك من المفترض بتتعب و تجاهد لمصلحة نفس الناس اللي
بتشتمك، تقريبا ده أكتر حاجه بترهق معظم الثوار نفسيا و بالطبع بدنيا بدليل صاحبي اللي
كان ماشي معايا كل شوية يقوللي احنا ريحتنا وحشه و شعره بيلزق و انا مش عايز أصدمه
ان دي مية غسيل وسخه فعلا!
طب ليه الثوار بالرغم من المعاملة بيصِّروا ينزلوا؟
-
معظمنا بينزل
إيمانا بالمبدأ في حد ذاته، بالنسبه لي مبدأي هو شرفي و خيانة المبدأ عندي هي
"التعريص" بعينه، الثبات على المبدأ هو اللي بيصنع منا أشخاص قابيلن
للاحترام أمام انفسنا أولا قبل أي شيء. غالبيتنا بنختلف مع بعضنا البعض في
انتمائاتنا السياسيه و مواقفنا لكن بنقف على أرض واحده هي احترام الانسانية و
حريات الآخرين، و لو ضاعت الأرضيه فلا شيء يستحق.
-
"حتى و
إن لم يأتي الخلاص فإني أريد في لحظة أن أكون الأحق به" مقولة كافكا بالنسبه
لي ضياء الضريق، حتى و إن لم تنح الثورة و بدأت الآخرون يشعرون بالندم على فشلها
أنا عاي أشعر اني عملت مايتوجب علي عمله و اللي أقدر أرضي ضميري بيه و ده كفايه
عندي.
-
كتير ببقى
عايز أسال أهلي" انتوا عملتوا ايه لما السادات هو و بعده مبارك؟ ليه خنعتوا
بالشكل ده؟ ليه جيلكم مُصِر على تعليمنا المشي جنب الحيط؟ " .. اللي أنا
عايزه دلوقتي مش عايز إبني يسألني و معرفش أرد عليه.
-
بنرتاح! أنا
مش برتاح لما أبقى في البيت و عارف انه فيه أي فعل ثوري في الشارع و أنا مش مشارك
فيه اضراب و لا اعتصام و لا مظاهرة و لا فعل عنف ضد القمع، بشعر اني خاين لاخوتي و
لنفسي و لمبادئي، أنا بحمل للشارع جميل كبير انه تقريبا اللي ربَّاني فكريا و
رفقائي فيه بحمل ليهم مودة تزيد عن مودتي لاخواتي حتى لو معرفش حد بس يكفي انهم
ثوار أحرار و من اللحظات اللي بحس فيها بالصدق الحقيقي لما حد يسلم عليا و يفكرني
بنفسه اننا اتقابلنا في اعتصام كذا!
-
نصرة المظلوم
و المُحتاج، أنا لا أبدو بأي شكل أقرب لشكل المتدين او الملتزم اللي اتعودنا عليه
و اللي صار بعد كده "أكلاشيه" لكن أنا مقتنع إسلامي يدفعني لمواجهة
الظلم بالقول و الفعل و الحشد، يدفعني إني أسلك طريق حق و لو وحدي و لو امتلك طريق
الباطل بالأضعاف من الجاهلين، الإسلام علمنا أن دم الانسان الذي قتلوه و عرض
الانسانه التي عروها في الميدان أقيم و احرم عند الله من المدرعة و المبنى المحروق
و الطريق المقفول، الله جميل ولا يرضى بالظلم.
بفتكر دايما اغنية منير في مقدمة فيلم العاصفه:
منين نجيب قدرة تملانا تاني بروح تدب فينا حياة ننسى هوان
و جروح،
لو لسة في قلبي و قلبك أحلام مش راضية تموت،
لو لسه لكلمة
بلدي ريحة و طعم و صدى صوت،
المحنه سحاب هيعدي و الصعب أكيد هيفوت،
طول عمرك انت الباقي
و الخالد رغم الموت
أخي الثائر،المناضل، المقاوِم، صاحب المبدأ ..
متفكرش دايما انا بعمل كده و
هل يستحق الآخرين تضحياتي؟ إنت بتنزل و تجاهد عشان نفسك .. عشان مبادئك .. و عشان
احترام لنفسك، عشان ترتاح.
0 comments:
إرسال تعليق