9‏/1‏/2012 | By: a7md

المشاعير النفسيه مابين الأكلاشيهات الدينية و الخراءات الفِكريه



فيه كائنات قليلة خلقها الرب تضع كبريائها قبل كل شيء، و لها حساسية مرضيه تجاه الشكوى، ليس تعاملا من طريق الاكلاشيه "الشكوى لغير الله مذله" لأن هذا هو ما أنا ضده، لكن لأسباب تجعل الشكوى أو اظهار المشاعر تظهرنا أحيانا تافهين أومُهانين!
من يومين بعاني من مصيبة ما حصلت لي و للأسف كان باين على شكلي شوية انزعاج على ضيق على احتقار لأشياء كثيرة في دماغي، و النتيجة بيكون لما تقابل حد يسالك فيه ايه أو مالك، و دعنا نعترف ان 90 ف الميه أو اكثر من اللي بيسأل السؤال ده بيسأله باعتباره انه واجب لا أكثر و أحيانا بسبب فضول مرضي و ليس لاهتمام بشخصك الكريم لذا بيكون عادة الرد "مفيش حاجه" او "قرفان شوية بس فكك" لو جينا لل 10 % حتى لو وصلوا للاهتمام الحقيقي ففكرة "البعبعه النفسيه" لدي أوبشن غير متاح بقوة، في الربع قرن اللي عشته بعبعت نفسيا تقريبا لبني آدم واحد و ده راح و خد الشر معاه و اظن تكرار نفس الامر صعب شويتين تلاته، و البعبعه النفسيه عزيزي البني آدم لما تحكي عن كل مايدور في دواخل نفسك المريضه او المصدومه او الكريهه ولا تعني حساب لأفكار لو ذكرتها في العادي اما الأشخاص هيكون رد الفعل الأول "حرام يابني متقوليش كده" مع انه الأفضل من انك تقولها تفكر في الظروف الوسخه اللي خلتني أوصل لكده، و ده يوصلنا لنقطة الاكلاشيهات الدينية.

في بلد يستمتع في سكانها الأشراف بالتحرش في الاتوبيسات بالسيدات سواء بلمونه او من غير لمونه يكون رد فعلهم على سحل فتاة التحرير "لو هي محترمة مكنتش نزلت"، و نفس السكان الأشراف اللي صرفوا من أموالهم الحلال عشان يتفرجوا على فيلم غريزي و تافه زي "شارع الهرم" ييجي يقولك فيلم رسايل البحر فيه قلة أدب و لهذا ليس غريب انه يكون أكثر الشعوب استهلاكا للأكلاشيهات الدينية، و لفظ أكلاشيه ليست اهانة للدين أو للفظ و لكن إهانة للأدمغه التي تعودت على الحفظ لمجرد التظاهر أمام أنفسهم قبل الآخرين بأنها متدينة و عارفه ربنا.

أعرف شوية اصدقاء عندهم قدرة إلاستيكية على الشكوى من مشاكلهم – صراحة معظم الناس كده أنا بس اللي الملعوب في مشاعيري – و لعدة أفراد ورا بعض و أحيانا في نفس الوقت و إن كنت كتير بشوف ان الموضوع ده pathetic  فشخ بس ردود الأفعال البشرية تِفصِل أكتر، عادة قبل انتهاء البني آدم من شكواه تلاقي الرد "ياعم قول الحمد لله" او "عيب كده يا حماده انت هتكفر بربنا" – هتكفر دي مثلا عشان تلاقيه قال حرام اللي بيحصلي ده كله ولا حاجه – وأشد الاكلاشيهات استفزازا بالنسبة لي و اللي بعدها احيانا بضطر اقول كلمة أبيحه اعتراضيه "محدش عارف الخير فين، يمكن فيه خير من اللي حصلك" .. الأفراد اللي بيمارسوا الأكلاشيهات دي بيماسروا الاستهانة لمشاعر الآخرين على حساب إحساسهم بتدينهم أو بأدائهم واجبهم المبتذل ناحية المجتمع و بيعتبر ان إمتلك اليد العليا في الحكم على الآخرين دون تقدير لحجم مصائبهم و يقر بكل أريحية يمصمص شفايفه و يقول "ده مش راضي بقضاء ربنا" و "الحمد لله على نعمة الرضا".

وعلى نفس المنوال أكلاشيهاتنا ناحية الشأن العام، "الثورة دي ربنا اللي نجحها و هو اللي هيكملها" أيوة يعني أنا بناقشك دلوقتي في الخطوات اللي مفروض نعملها تروح انت بكل حكمة تقوللي الجملة دي كانك هزمتني فكريا و انهيت على كل مقترحاتي لمجرد انك افترضت انت امتلكت الحكمة ؟ طب هتضايق ليه لما أقولك أحا و أسيبك و امشي؟!! 


حرية التعبير مفشوخه للجميع، بس لو جيت تقوللي ردا ع التدوينة دي حرام عليك هقولك أحا.

0 comments:

إرسال تعليق