من أجل جندي اسمه جلعاد شاليط تم - فقط -اختطافه قامت اسرائيل بعملية امطار الصيف و الضغط من اجل استعادته بشتى الطرق سواء سياسيا او عسكريا عن طريق ضرب غزه او ترهيب النواب الفلسطينين او القبض عليهم او تسريب خطط عسكرية لقتل افراد من حماس، هذا على المستوى سلطة الحكومة.
بالنسبة للأفراد خرجوا اكثر من مرة في مظاهرات قوية من اجل استعادة الجندي و مستمرة و آخرها خرجت في الذكرى الخامسه لاعتقاله، الشعب الاسرائيلي حتى الان لا ينسى جندي مختطف منه و يضغط على حكومته و يضعها موضع تساؤل حتى الآن، الشعب الاسرائيلي حتى لا ينسى من (يعتبرهم) شهداءه في ألمانيا النازيه و يكرمهم سنويا و يضغط عالميا باسمهم بل يحصل على تعويضات باسمهم حتى الآن.
في مصر حاربنا أكثر من مرة، و ثورنا ثورة شعبية مره واحده، تنوع في أشكال الشهداء بأيدي الاسرائيلين، و بأيدي اخواتنا العرب، و بأيدي السلطية المصرية القمعية ذاتها .. لكن مع الاختلاف اتفقنا في مصر سواء على مستوى النظام الحالكم أو شعبيا لا كرامة لدم الشهيد او قيمة!
هل مازال هناك من يتذكر شهداء نكسة 1967 و التي ارتكبت اسرئيل جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية لتحصيل اكبر عدد منهم؟ هناك المئات من رفات المصريين في منطقة تسمى الان "المنطقة السوداء" و قضية شهداء مصر في النكسة و احتلال سيناء معروفة و تم الحديث عنها كثيرا في المدونات، لكن على مستوى الحكومة او السلطة لم يتحرك فرد من اجل دمائهم و تم الضغط دوليا للصموت و قبول بعض التسويات المهينة للكرامة المصريه، و على المستوى الشعبي انزل الشارع و اسأل أي فرد عادي هل تعرف أو تتذكر شهداء 1976؟ ثم السؤال الثاني هل فعلت أي شيء ايجابي يمكن تمثيله كضغط من الحصول على حقهم؟ الاجابه حتما لا او لا اجابة من الأساس!
هناك حروب أخرى مثل الاستنزاف و 73 و العراق لم يحصل شهدائنا على التقدير الكافي و تم نسيانهم على مستوى قاعدة الشعب العريضه، لكن بما اننا وسط مايسمي "ثورة 25 يناير" و حدث فيها معاملة المصري كأسير حرب لدى السلطة القمعية و كوضع مشابه ل 1967 تم التعدي على حقوق أسير الحرب و تم قتل مايزيد عن الألف مصري، و جرح مايزيد عن ال 8000 فرد. من اجلهم ماذا فعلنا؟
في البداية كانت السلطة و الحكومة هما المنذان لعملية القتل و الابادة للمتظاهرين ثم بعد رحيلها و استجداء حكومة جديده من اجل الحصول على حقهم و القصاص لهم و تعويض أهلهم، كانت النتيجة، اعتبار أن شهداء الثورة لا يزيدوا عن 300 و بضع قليل و اعتبار الباقيين بلطجيه، تأجيل المحكمات بغرض اعطاء الحريه ليد ضباط الشرطة من اجل الضغط سواء بالجزره التي تحولت لجزره دينية مؤخرا على يد قواد السلف أو العصاه على طريق اهانة اهالي الشهداء و تهديدهم و تخريب بيوتهم و القبض احيانا عن اخ للشهيد و ايداعه للسجن الحربي كما حدث فعلا، و من وفاء السلطه للشهدا ترقيتها للضباط التي قتلوا الشهداء ليحكموا شعبا في طريقه ان يكون من ضمن الشهداء مستقبلا .. هذه امثله لا أكثر!
على المستوى الشعبي، الشارع نفسه بدأ يفقد حسه الثوري .. في البداية كان من الصعب أن تقنع الجموع اننا من الواجب ان نكمل الثورة من اجل المطالب التي استشهد من اجلها أبناءنا، الىن صار من الصعب ان تقنعهم بمواصلة الثورة من اجل حق الشهداء نفسه و القصاص لهم و صار هو المطلب الوحيد حاليا و مع تناقص العدد يظهر رد فعلنا المعتاد على مرد السنين تجاه من يضحون من أجل الآخرين.
ذاكرة السمكة و دفن الرأس في الرمال هما شعار المرحلة الحاليه في مصر، أليست دماء جلعاد شاليط أطهر و أزكي؟