5‏/7‏/2011 | By: a7md

والذي اغتالني: ليس ربًا، ليقتلني بمشيئته



علمت الأسبوع الماضي من ناشط حقوقي توسط بعض شيوخ السلفية في الاسكندرية اشهرهم "ياسر برهامي" و احد شيوخ الازهر لدى أهالي الشهداء لقبول الدية عن قتلاهم في الثورة، كنت اريد ان اكتب تدوينه عن الامر لفداحته لكني توقفت خوفا من من ألا يكون خبرا صحيحا و اكون جزءا من اشاعه تصيب فئه بالضرر، طبعا بعد حلقة اليوم في برنامج "آخر كلام" تاكدت ان الكلام صحيح. 


يقول الرب:
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ( 92 )

مايصلني من تفسير الآية الكريمة هو أن الديه تكون للقتل الخطأ كان يصدمك بسيارته مثلا، لكن كيف يكون ضابطا خرج بسلاحه بكامل ارادته ليمارس فعلا قذرا هو يعتبره حقه في ممارسة قتل أفراد دون حق.. فكيف يكون في هذه الحاله من الممكن قبول الديه؟ هل خرجت الرصاصات رغما عنهم دون توجيه؟! 

أود أن أسأل شيوخ السلفية الذين يصرون على قبول الديه ما رايهم في الآية الكريمة " وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألْبَابِ " ؟

بغض النظر ان معظمهم يفترضون دائما نفسهم اعلى منا بامور الدين، و لكن بما اني شخص أحب فعلا أن أعمل عقلي أسال لماذا فرض الله القصاص؟ بتفكيري أفهم:

- القصاص فرض من الله لغرض انساني و لاقامة العدل و ليس لأسباب سادية تتمثل في الانتقام فقط.

-  القصاص يمثل رسالة واضحه للآخرين ان هناك عقوبة حدا اسمه النفس البشرية التي خلقها الله.

-  القصاص أداه لاعلاء قيمة النفس البشرية و اظهار قيمتها و فرض الحدود لمنع التعدي عليها.

- بدون القصاص العادل سنتحول لحدوث امر جديد و هو القصاص الشعبي و هو ان يخرج اهالي الشهداء بانفسهم لأخذ القصاص بأيديهم.

 

بمشاهدة النفوس الثائرة سواء في احداث التحرير 28 يونيو الماضي، او تصادم اهالي الشرطة مع الشرطة اكثر من مرة بعد انتهاء محاكمات رجال الشرطة التي تنتهي بالتاجيل ثم الافراج عنهم بكفالة، و الآن احداث السويس و التي فيها يثور عدد كبير من اهالي الشهداء و المتضامنين معهم اعتراضا على الافراج عن رجال الشرطة المدانين بالقتل، فيمكن توقع الانفجار في أي لحظه سواء من الاهالي الذين لن ينسوا دماء ابناءهم و لن يتركوها تضيع هباءا و أيضا المتضامنين معهم سواء سواء نشطاء او ثوار او حتى أقارب الاهالي. و فكرة كتائب القصاص الشعبي لن تصير فكرة خيالية لن مشاعر الاحساس بالظلم و الاستحقار يمكنها ان تصنع ذلك خاصه مع عودة رجال الشرطة الى نشاطهم الاجرامي الطبيعي المعروف.

 

هل مستوى فهمي المتواضع لم يصل للأجلاء من شيوخ السلفية؟ من الصعب أن أصدق ذلك فهم اناس كرسوا حياتهم للقراءة و البحث و المفترض الافتاء لكن في النهاية يظهرون بافتائاتهم الشاذه التى تصيبنا بالاستفزاز لانهم يمتهنون دم الشهداء سواء عن قصد او غير قصد، بالاضافة الى أنهم يمتهنون المشاركين في الثورة لأني انا و كل من شارك في الثورة خاصة يومي 25 و 26 و 27 و 28 يناير بالاضافة الى ميدان التحرير كل هؤلاء كانوا مهددين للقتل في كل لحظة.

 

ثم ان عودة تعاون شيوخ السلفية مع الداخلية هو أمر يثير الشك، فكان هناك قصه أعرفها عن توسط احدهم لأن ياخذ اهل الشهيد بلال الذي توفي نتيجة للتعذيب نتيجة القبض عليه جورا على خلفية احداث كنيسة القديسين، وقتها عرض نص مليون جنيه ديه و شقه باسم زوجة و اولاد الشهيد، لن أذكر اسم الشيخ لأن غير متاكد من القصه لكن بوجه عام نعرف ان بعض شيوخ السلفية كان لهم تعاون واضح مع أمن الدولة في ظل النظام السابق و كان يتم استغلالهم سواء بعلمهم او بجهلهم!

 

ثم سؤال بخصوص الاموال التي سيتم دفعها لاهالي المتظاهرين، من سيدفعها؟ هل يملك شيوخ السلفية بالاضافة الى رجال الشرطة مبلغ 550 الف تدفع لكل اب لديه ابن قتل؟ الاجايه واحده من اثنين: اما نعم و هنا لدينا كامل الحق ان نسال رجل الشرطة كيف يمكن ان يملك الملايين التي تعطيه القدرة على رشوة ( أسميها رشوة لأنه يظهر اني لا اقبل كلمة ديه هنا ) الاهالي و طبعا لن اسال عن اموال الشيوخ، او الاجابة لا و هناك سنفهم ان الاموال التي ستدفع للأهالي هي من اموالنا التي ندفعها للضرائب التي بدلا من ان يتم استعمالها للتنمية و سد الديون ستستخدم في رشوة الاهالي!

 

يا شيوخ السلفية، و الشيوخ عموما الذين يتضامنون مع جريمة مثل هذه كيف تقبلون استغلال فقر أهالي الشهداء الذين بدونهم لما حقننا شيئا؟ من حق أهالي الشهداء القصاص و بعد القصاص أيضا من حقهم التعويضات من الدولة نفسها، تعويض رمزي عن الأبطال الذين فقدناهم و ليست رشوة بدلا عن دم أبنائهم. كيف تستغلون ضعف فهمهم للدين و الآيات القرآنية واضحة من ناحية القصاص؟ 

 

أنا لا أستطيع تقبل عدم قدرتي على ارجاع حق الشهداء و أبكي كثيرا لذلك و لا اتصور كيف يساعد آخرين في العمل ضد ذلك!

 

 

والذي اغتالني: ليس ربًا
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!



أمل دنقل


0 comments:

إرسال تعليق