"الطريق واقف و زحمه و مش عارفين نخلص مصالحنا، هي كل حاجه اضراب و مظاهره ! طب و عجلة الانتاج؟؟!"
المقوله دي بسمعها تقريبا يوميا سواء في الشارع او كلامي مع اصحابي او القهوه او ع الفيسبوك ، بالطبع انا مش بستهين بمصالح الافراد ولا تعطيل اعمالهم لكن بما انك بتقول المقولات دي بطريقه خالصه غير حياديه ففيه بضع تساؤلات و توضيحات! و بداية للتوضيح كلمة "عامل" يقصد بها كل من يحصل على اجل سواء طبيب او مهندس او عامل في مصانع البحيره.
هل جربت في مره انك تسأل الناس عن سبب المظاهره او الوقفه الاحتجاجيه من الاساس و ما السبب اللي خلاهم يقطعوا الشارع قبل ماتبدا تشتمهم و التعامل معاهم باستعلاء ووصفهم بكلمة فئويه كانها سبة ما!
اظن واضح ان قطع فرد عامل في مظاهره او اعتصام عادة بيكون ناتج من شهور من الضغط على الجهه المسئوله لتنفيذ المطالب التي هي لو جربت السؤال عنها ستجدها تمثل حقوقهم او ربما اقل منها، اللي حصوا عليه تجاهل فالنتيجه العمليه ستكون مزيدا من الضغط من خلال المظاهره يعقبها اعتصام و ربما يصحبه اضراب و هي – للعلم – طبقا لكل مواثيق حقوق الانسان تعتبر حقا اصيلا للعامل. أي عندنا تصدر قانونا تحرم فيه على العامل ان يقوم باضرابات او اعتصامات فأنت بالضبط تجبره على عدم الاعتراض نهائيا و العمل فيما أشبه بالعبد و هو تقريبا ماكان يحدث مع الراي العام المصري ماقبل 25 يناير و هو ماقمنا بالثوره من أجل تصحيحه.
ايه الفرق مابين اعتصامات و اضرابات العمال و مابين ثورتنا الجميله اللي العالم كله بيتكلم عن جمالها و حلاوتها و مزازتها مع انها كان فيها اضرابات عماليه في آخر يومين و شبه بدايه عصيان مدني و الأفراد المهتمين و المتابعين هيبقوا عارفين ان بداية الثورة كانت بيد العمال يوم 6 أبريل 2008 و مسمارها الاخير في نعش النظام كان آخر يومين لأنه عادة تكون يد العمال هي الاقوى مثل ماحدث في ثورة ايران كمثال.
الفرق اللي انا شايفه اننا بدأنا نتعامل باستعلاء على مطالب العمال العادله بدلا من دعمها بالرغم من كونها نفس المطالب اللي اختصرناها في جملة "عيش .. حريه .. عداله اجتماعيه"، اعرف ان معظ الطبقه التي بدات الثوره خرجب من اجل الحريه قبل الحريه لا يمكن ان تلقي من خرج من اجل العيش خارج المنظومه لأنه بتعالينا نعتبره أقل منا.
فرق آخر هو ان فعلا طبقة العمال أقل تعليما منا، فهي لا تستطيع وحدها الضغط من اجل اقامة نقابات حره مستقله تستطيع الدفاع عن حقوقها عن طريق الدخول في مفاوضات مع السلطه التنفيذيه دون الحاجه لاقامة اضرابات قد تؤذيك انت كفرد و تؤذي سمعتهم كمناضلين من اجل حقوقهم. فالحال هنا بدلا من سبهم بكلمة فئويه بالطريقه المتعاليه هي مساعدتهم كاعلام و صحفيين بل و شباب في تحقيق مطلب النقابه المستقله و ايضا الاحزاب العماليه التي يرفضها قانون الاحزاب الاخير.
ليه مفروض اهتم باكل العيش للعامل و الفلاح؟ لأنه باختصار بدون بطن مليانه مش هيكون فيه فكره سليم! حاليا حزب المصريين الاحرار الليبرالي يقوم بالدعايه لنفسه عن طريق بيع بضائع للفقراء بسعر الجمله و يقوم بالترويج لنفسه من خلال و الاخوان المسلمون عاملين شوادر لحمه الكليو فيها ب 20 جنيه، سأحاول استعمال حسن النيه لكن ألف باء ديموقراطيه استعمال هذه الطرق في العمل السياسي يعتبر اخلال بالعمليه الديموقراطيه و في بعض الدوله الاوروبيه يكون هناك عقاب عليها. انا لا استنكر العمل المدني الخيري الذي شخصيا عملت فيه لعدة سنوات لكن ما أعيبه هو ان تصنع شادر لحمه او تبيع بضافع باسم حزب ما من اجل حشد الاصوات عن طريق استغلال جوع العامل و الفلاح، و بقليل من التفكير نحن لا نفرق كثيرا بهذه الطرقه عن ما كان يصنع الحزب الوطني سابقا الذي كان ينسى العامل و الفلاح بعد انتهاء مولد الانتخابات. نحتاج للعامل و الفلاح الشبعان الذي يحصل على حقوقه من العيش و الحريه حتى يمتلك صفاء الفكر ليقيم العمليه السياسيه و الحزبيه و الانتخابيه لاحقا بدلا من ان يتم استغلاله. قبل التفكير في الدستور أم الانتخابات اولا يجب ان يكون تفكيرنا الأساسي الفقراء اولا.
شيء اخير غير مفهوم، الهسس المجتمعي المتمثل في جملة عجلة الانتاج المتوقفه و توقف الاقتصاد و كل الدراسات الغير حكوميه تتحدث عن ان الاضرابات و الاعتصامات ليس لها علاقه بها و عجلة الانتاج غير متوقفه و تعمل و بالطبع يقابلها مباشرة التقريرات الحكوميه و تقريرات الصحفيين الذين تحولوا سياسيا لجزء من النظام. الغير مفهوم هو الانطباع التصديقي لكل ماتقوله السلطه من مجتمع – و عيب على المثقفين أكثر – تعود على سلطه سابقه كان يبدو واضحا أن كل ماتصر عليه و تغلو فيه عادة مايكون وهم يطلبون منها تصديقه من اجل مصلحتهم. لا اطلب العمل بأناركيه لا سلطويه متطرفه مع السلطه لكن بقليل من التفكير عن طريق السؤال لماذا ؟ و ما رد الطرف الآخر ؟ قبل اطلاق احكامنا و التضامن مع السلطه من اجل سحل الافراد المناضلين من اجل الحقوق، و الدفاع عنها في طريقتها في استعمال العنف في ضرب العمال و القبض عليهم و تغريمهم 10 آلاف جنيه و اغنى عامل فيهم لا يملك هذا المبلغ!
أخيرا " الاضراب مشروع مشروع، ضد الفقر و ضد الجوع
